العملات المعدنية، 640 قبل الميلاد: الأناضول
منذ بداية العصور الزراعية قبل نحو 9000 سنة اعتاد الناس على استخدام الماشية كعملة،
العملات معدنية ظهرت بعد ذلك بوقت طويل، حوالي 2000 ق.م، في شكل قوالب برونزية تصنع في كثير من الأحيان على شكل الماشية و يتم تداولها في السوق وفقا لأوزانها. بدا ان العملات من الماشية أكثر ملاءمة للتبادل من الشيء الحقيقي( الماشية نفسها). اصبح التعامل النقدي يتطلب وجود ميزان و شخص نزيه و غالبا ما كانت المعاملات تنتهي بالنزاع اذا ما شكك في احد الطرفين.
بحلول العام 1000 ق.م تم استبدال البرونز بمعادن أندر و أنقى الفضة والذهب. اما أشكال الماشية فقد أفسحت الطريق لرؤوس القطط (و خاصة في مصر، اين أخذت عبادة القطط شكلا هستيريا)، رؤوس الحكام، الآلهة، أو مجرد أشكال تزيينية ظهرت كذلك و كانت تستمد قيمتها من الوزن، لكن مشكلتها ان من شأنها أن تبقى في التداول لفترة قصيرة فقط حوالي مائة سنة على الاكثر.
اول العملات النقدية صنعت في قبل مملكة ليديا بالأناضول حوالي 800 ق.م و كانت مصنوعة من الإلكتروم، وهو مركب طبيعي من الذهب يحتوي على 35 في المئة من الفضة. كانت هذه القطع من المعدن الخام و جاءت على شكل فاصولياء محفور فيها قيمتها وبالتالي لم تعد هناك حاجة للميزان.
حوالي 640 ق.م بدأ الليديون إنتاج أول قطعة نقدية حقيقية كان الحدادين يقومون بوضع القطعة النقدية على السندان ليقوموا بطرقها . و بما ان الإلكترون كان معدن قابل للنقش عليه فأصبح بالإمكان طبع رؤوس و حيوانات و التي كانت تمثل قيمة العملة النقدية، أدى هذا الامر فيما بعد لامكانية الغش في معدن العملات النقدية، في نسبة الذهب إلى الفضة.
و بطبيعة الحال، سمح ظهور العملة بالدفع عن طريق العد لا الوزن مقابل البضائع الشيء الذي يشكل نعمة كبيرة للتجارة و أريحية، ولكن ذلك فتح إمكانية التزوير. فقد صنعت نسخ من القطع النقدية من المعادن الرخيصة. وبدات العملات من الذهب و الفضة بالتناقص من مجموع النقود الحقيقية. في أواخر القرن ال17 بدأ تسنين حواف العملات، و أصبحت القطع النقدية أكثر صلابة اليوم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق