اختراع الشامبو

الشامبو،1890، ألمانيا 



تتمثل المهمة الرئيسية للشامبو في إزالة الدهون الطبيعية افروة الرأس من الشعر، لأنها هي التي تسبب اتساخ  الشعر بالاضافة لمستحضرات تصفيف الشعر.  كيف، إذن،  قام الناس بتنظيف شعرهم على مر العصور؟  وجد المصريون القدماء ان استخدام الماء و عصير الليمون، يزيل الدهن من الشعر.  و هناك  أحيانا من قام بإضافة كميات صغيرة من الصابون، هاته الطريقة حظيت بشعبية كبيرة لعدة قرون.  
ظهرت في  أوروبا في نهاية العصور الوسطى منظفات شعر منزلية الصنع تتكون من الماء المغلي والصابون مع الصودا أو البوتاس الذي  يوفر خليط بتركيز عال من الأيونات السالبة الشحنة الهيدروكسيل، و الذي يمثل أساس الشامبو في العصر الحديث.  و لكنه أقرب إلى الصابون من الشامبو.  هذه الوصفات المنزلية الصنع نقلت من جيل الى جيل و كانت تختلف في العطور المُضافة اليها.  
من المفارقات، أن كلمة "شامبو"  نشأت في انكلترا  في نفس الوقت تقريبا الذي كان فيه الكيميائيين الألمان  يكتشفون المنظف الحقيقي  الذي من شأنه أن يصبح الشامبو الحديث.  في 1870، كانت الحكومة البريطانية قد استحوذت على الهند  من شركة الهند الشرقية البريطانية ، و منح الهنود  تدريجيا سلطة اكثر في الشؤون المحلية. كما أصبحت الأزياء الهندية والفن، وكذلك العبارات الهندية، رائجة في  إنكلترا.  في ذلك العقد، الحلاقين البريطانيين ابتكروا كلمة "شامبو" من الكلمة الهندية  champo، التي تعني "التدليك" أو "العجن."  
في ذلك الوقت لم يكن الشامبو سائل معبأ يتم شراؤه في  متجر، بل كان عبارة عن سائل تدليك صابوني لفروة الرأس و المتاح في الصالونات البريطانية العصرية. الوصفة الخاصة كانت تخبأ  سرا من قبل كل صالون، حيث كان مصففي الشعر يضيفون مكونات مختلفة على الصيغة التقليدية المكونة مِن المياه، والصابون، و الصودا. اما من الناحية الفنية، فان أول شامبو حقيقي قد صنع في ألمانيا في 1898 من طرف الكيميائي الألماني هانز شوارزكوف.  
حيث تم تسويقه بعد الحرب العالمية الأولى،تحت اسم خلاصة تنظيف الشعر ، اما تسمية "الشامبو" كانت في الانتظار.  
جون بريك  قام بنقل الشامبو الى أمريكا، حيث حول معركته الشخصية  ضد  الصلع إلى مؤسسة ربحية.  
في وقت مبكرمن سنوات 1900، كان بريك البالغ من العمر خمسة وعشرين، نقيب في ماساشوستس وقد بدأ يفقد شعره.  على الرغم من أن العديد من الأطباء أكدوا له انه لم يكن هناك علاج للصلع. الا انه  رفض قبول التشخيص. و وصل به الامر، في محاولة للحفاظ على ماتبقى من شعره، لاختراع مستحضر شعر ضد الصلع و افتتاح مركز عناية بفروة الرأس، ليشتهر بعد ذلك و يصبح من رجال الاعمال، الا ان ذلك لم ينقذه من الصلع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق