هل تعرف متى ظهر اول قاموس

القاموس، 600 ب ج؛  بلاد ما بين النهرين 


لعدة قرون بعد ظهور الكتابة ، استمر الناس في الكلام  دون اللجوء إلى أي كتب مرجعية موثوقة التي تقدم شرحا، ما الذي تعنيه كلمة أو كيف  يمكن استخدامها.  ونظرا لضعف الاتصالات بين المدن داخل الإمبراطورية نفسها، عدم وجود المراجع سبب ارتباك كبير، لأن الجماعات المختلفة كانت تستخدم نفس الكلمة للتعبير عن  أفكار مختلفة.  لذلك توجب الخروج من هذا الاضطراب اللغوي - و الذي تفاقم مع  انتشار الناس عبر آسيا  وأوروبا، و وقوعهم ضحايا للعديد من القبائل الشديدة التي كانت لها كلماتها و معانيها الخاصة- مما زاد  الحاجة إلى القاموس .  اقدم قاموس تم الحفاظ عليه هو قائمة من الكلمات الأكادية من  وسط بلاد ما بين النهرين يعود تاريخها إلى 600 قبل الميلاد. و في نفس الوقت تقريبا بدأ أسلوب القاموس الغربي  في الظهور على يد الفلاسفة اليونانيين، الذين بدأوا في تحليل أنماط الكلام و اللغة ، و  تأسيس جذور قواعد اللغة و النحو.  و كانت اللغة اليونانية بالفعل في طور الانتقال من أصولها القديمة إلى بداياتها الأكاديمية. و على مر القرون القليلة القادمة كانت تتطور لدرجة أنه بحلول القرن الاول ميلادي  اصبح شرح الكلمات  و معانيها و استخدامها ضرورة مطلقة.  بعد معجم طويل وضع  في القرن الاول من قبل Pamphilus بالإسكندرية، اصبح الإغريق مهرة في القواميس، والتي كانت تنقح و تراجع في كثير من الأحيان . 


القاموس المترجم،  العصور الوسطى: أوروبا 


كان هناك العديد من اللغات واللهجات المحلية في أوروبا خلال القرون الوسطى لدرجة أن القواميس ثنائية اللغة كانت تشكل الحل الوحيد لحل معضلة التخاطب بين المجتمعات.  
في الوقت الذي كانت فيه اللاتينية الكلاسيكية لا تزال تعتبر اللغة العالمية في أنحاء كثيرة من أوروبا، الا انه منذ  سقوط الإمبراطورية الرومانية في 476م فقد تآكلت اللغة و تحولت الى لغات مبسطة او أزيحت باللهجات المحلية. كنتيجة لذلك، جمعت اول قواميس ثنائية اللغة لمساعدة الناس الجاهلين للغات المحلية للمجتمعات الغنية المسيطرة على التجارة .
واحد  من اول القواميس الثنائية اللغة يشرح بوضوح أن الكتاب كان مستهدف للأجانب، الحرفيين، و المزارعين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق