السبت، 18 يونيو 2016

مالذي تعرفه عن فراشي الاسنان الاولى و كيف تطورت

فرشاة الأسنان، مصر، 3000 قبل الميلاد


كانت أول فرشاة أسنان المستخدمة من قبل القدماء "عصا تمضغ" ، غصين بحجم قلم رصاص مع نهاية واحدة تدق لتصير لينة. هاته العيدان تمضغ و تفرك على الأسنان من دون اضافة شيء كمعجون الأسنان. وجدت عينات في قبور قدماء المصريين و التي تعود ل 3000 سنة قبل الميلاد.
طريقة مضغ العصي لا تزال تستخدم في بعض أجزاء من العالم. فالعرب يستعملون عود الأراك، و  كثير من القبائل الافريقية تستعمل عيدان من شجرة معينة فقط، Salvadore persica ، أو "شجرة فرشاة أسنان."  واكتشفت جمعية طب الأسنان الأمريكية أن العصي المستخدمة في كثير من الأحيان بمثابة فرشاة الأسنان من قبل الناس الذين يعيشون في مناطق نائية من الولايات المتحدة في الجنوب، انها تعرف باسم "فرش العيدان".  ويمكن أن تكون  فعالة مثل فرشاة أسنان ذات شعيرات النايلون الحديثة، ذكر أطباء الأسنان ان رجل مسن يعيش بالقرب من لويزيانا، و الذي استخدم عصي الدردار الأبيض طوال حياته  ان أسنانه كانت خالية من التسوس و لثته بصحة جيدة.  
أول فرشاة أسنان من الشعر الخشن، و التي تشبه فرشاة اليوم،  نشأت في الصين حوالي 1498. و الشعيرات كانت تأخذ من ظهور أعناق الخنازير  الذين يعيشون في المناخات الباردة من سيبيريا والصين (بسبب الطقس البارد الخنازير تنمو لها شعيرات اكثر قوة) . تم تثبيت الشعيرات في مقابض من الخيزران او العظام. بعدها قام التجار المسافرون إلى الشرق باحضار فرشاة أسنان للأوروبيين، الذين وجدوا شعيرات الخنزير خشنة بشكل مزعج. 
في ذلك الوقت، الأوروبيين الذين كانوا ينظفون أسنانهم (كانت هذه الممارسة غير شائعة على الإطلاق)  يفضلون فرشاة الأسنان من شعر الخيل لليونتها.  أب طب الأسنان الحديث الدكتور بيير فوشار، اعطي  أول وصف مفصل لفرشاة الأسنان في أوروبا.  في كتاب في 1723 "كتاب طب" الأسنان،  Chirurgien  Dentiste، فهو ينتقد عدم فعالية فرش شعر الخيل (كانت لينة جدا)، وأكثر من ذلك  انتقد جزء كبير من السكان الذين لم، أو إلا نادرا، يمارسوا أي نوع  من تنظيف الأسنان. اوصي فوشار بفرك قوي يومي للأسنان واللثة بقطعة من  الإسفنج الطبيعي.
فرشاة الاسنان المصنوعة من شعر الحيوانات الأخرى، مثل الغرير، أخذت حصتها من الرواج لفترة.  لكن الكثير من الناس يفضلون ابقاء أسنانهم نظيفة بعد وجبة الطعام باستخدام ريشة صلبة (مثل  ما كان الرومان يفعلون)، أو استخدام عيدان مصنعة خصيصا من النحاس أو الفضة .  في كثير من الحالات،  كانت العيدان المعدنية أقل من يشكل خطرا على الصحة من  فرشاة أسنان الشعر الطبيعي.القرن التاسع عشر، وضع  عالم البكتيريا الفرنسي لويس باستور نظرية الميكروبات و أدرك أطباء الاسنان أن جميع فرش الأسنان المصنوعة من شعور الحيوانات (التي تحتفظ بالرطوبة) تتراكم فيها في نهاية المطاف البكتيريا والفطريات المجهرية، وان النهايات الحادة يمكن ان تثقب اللثة و أن تكون مصدرا للعديد من التهابات الفم .و ان تعقيم فرش شعور الحيوانات في الماء المغلي دوريا يمكن ان تتركها لينة أكثر من اللازم أو تدمرها كليا.  اضافة الى ان الشعر الجيد  كان مكلفا للغاية لاستبدالها في كثير من الأحيان.  لم يوجد حل لهاته المشكلة حتى العقد الثالث من القرن 20. 

 فرشاة الأسنان المصنوعة من النايلون، 1938، الولايات المتحدة 

اكتشاف النايلون في 1930 من قبل الكيميائي دو بونت احدث ثورة في فرشاة الأسنان.  كان النايلون صعب، قاسي، ومرن، ومقاوما للتشويه، وكان أيضا  غير محافظ على الرطوبة لذلك يجف جيدا، و لا يشجع نمو البكتيريا. 
الفراشي الأولى من النايلون تم تسويقها في الولايات المتحدة في عام 1938، تحت اسم  خصل فراشي الأسنان المعجزة للدكتور ويست.  ودعا دو بونت الألياف الاصطناعية إكستون ، وخلال حملة اعلانية واسعة النطاق أبلغت دي بونت الرأي العام الأميركي أن "المواد المستخدمة في تصنيع إكستون هي النايلون و التي كانت كلمه صيغت حديثا جدا و لم توجد في أي قاموس بعد. حرصت   الشركة على إظهار مزايا عديدة للنايلون على شعر خنزير، مؤكدة، أيضا، أنه في حين ان خصلات شعر الخنزير في كثير من الأحيان تنفك من الفرشاة، لتلتصق بشكل مزعج بين الأسنان، فان شعيرات النايلون  مثبتة بشكل أكثر أمانا في راس الفرشاة . 
ومع ذلك، كانت شعيرات النايلون الأولى  قاسية للغاية  على اللثة.  في الواقع، مزقت أنسجة اللثة بسهولة حتى ان  أطباء الأسنان في البداية قاوموا التوصية بفرش النايلون.  وبحلول سنة 1950، كانت دو بونت قد حسنت فرش النايلون، و التي قدمت للجمهور تحت اسم  فرشاة الأسنان من بارك افنيو .  فأي شخص يمكن أن يدفع عشرة سنتات عن فرشاة الشعر الخشن ، و تسعة وأربعين  سنتا للنموذج المحسن. 
 وجاء التقدم التكنولوجي التالي في عام 1961، عندما  أدخلت شركة سكويب أول فرشاة الأسنان الكهربائية، تحت اسم Broxodent.  وكان لها حركتان صعودا و نزولا هاته الفرشاة حضت بتأييد جمعية أطباء الأسنان الأمريكية .
وبعد مرور عام، قامت جنرال إليكتريك بتصميم  فرشاة الأسنان الكهربائية اللاسلكية، تعمل ببطارية قابلة لإعادة الشحن. قام العلماء في جنرال إليكتريك  اختبار الفرش على عشرات الكلاب والمساهمين وأكد أن "الكلاب أحبت فعلا أن تنظف أسنانها".  
اليوم الناس في جميع أنحاء العالم يفضلون الفراشي البسيطة اليدوية.  لكونها غير مكلفة ويمكن استبدالها بسهولة. تدعي نقابة أطباء الأسنان الأمريكيين أن أربعة من كل خمسة أميركيين يتمسكون بفرش أسنانهم لدرجة ان شعيراتها تصبح غير صالحة للتنظيف الأسنان، ومن المرجح أن تجرح اللثة. 

هناك تعليق واحد: