كان هناك نهم عظيم للمعرفة في عصر النهضة . ولكن كيف يمكن للناس الحصول على جديد المعلومات أو تقاسم أحدث الأفكار بينما كانت الكتب يتم نسخها بمشقة باليد المجردة؟ كان من الممكن ان يستغرق الامر شهورا أو حتى سنين لنسخ كتاب واحد. مما جعل الكتب مكلفة جدا لدرجة أن قلة من الناس فقط كان يمكنهم الحصول عليها.
الشيء الذي كان يحتاجه العالم هو طريقة أرخص و أسرع لإنتاج الكتب. وجاء رجل الماني يعمل صائغ ومخترع يدعى يوهانس غوتنبرغ بالاختراع الذي من شأنه أن يملأ هذا الفراغ و يحقق تلك الغاية .
ولد غوتنبرغ حوالي السنة 1400 في ماينز، بألمانيا. لا يعرف الكثير عن شبابه. غير أن كل ما نعرفه انه حوالي عام 1430 انتقل الى ستراسبورغ وعلم طريقة تلميع الأحجار الكريمة، وعلى مدى السنوات التالية، عمل غوتنبرغ على صنع مطبعة من شأنها تسريع إنتاج الكتب. مثل العديد من المخترعين، غوتنبرغ اقترض الأفكار من الاختراعات الموجودة. استلهم فكرته من معاصر النبيذ والجبن ولكن طابعته سوف تقوم بطبع الحبر على الورق.
وقال انه قرر استخدام الحروف المفردة بدلا من كلمات كاملة. وبهذه الطريقة كان قادرا على تحريك الحروف لإنشاء العديد من الكلمات المختلفة. هذا النظام أصبح يعرف باسم "النوع المتحرك". كما انه استخدم المعدن بدلا من الخشب حتى يدوم أكثر.
أثناء عمله على المطبعة، كان على غوتنبرغ أن يواجه العديد من التحديات الأخرى. حيث انه كان يحتاج الى كميات كبيرة من الحروف ليتمكن من تشكيل العديد من الكلمات حتى تملأ الصفحة. كان على الحروف المعدنية أن تكون رخيصة الصنع و سهلة التحريك والتجميع في كلمات. وعلاوة على ذلك، قرر غوتنبرغ عدم استخدام نفس نوع الحبر المستخدم في الكتابة اليدوية لأنه لم يكن يلتصق بالمعدن. وكان عليه أيضا ان يتأكد من الضغط المناسب للطابعة على الورقة، لذلك كان يحتاج لامدادات كافية من الورق. لحسن الحظ، كان هناك إمدادات جيدة متوفرة، مصنوعة من ملابس ضحايا الموت الأسود.
عندما أتم العمل على المطبعة، حوالي 1440، كان قد أتم كل هذه المتطلبات.
في 1450، بدأ غوتنبرغ العمل على طباعة الكتاب المقدس. وفي 1455، قال انه قد طبع 200 نسخة مطبوعة ومصورة من الكتاب المقدس مع 40-42 سطر على كل صفحة. وبيعت النسخ بسرعة عبر أوروبا.
للأسف، حياة غوتنبرغ لم تكن تسير بشكل جيد مثل آلة الطباعة. حيث دخل في شراكة مع يوهان فوست، الذي أعاره المال لتمويل إنتاج الكتاب المقدس، و بما ان غوتنبرغ كان رجل أعمال فقير ،رفع عليه فوست دعوى قضائية. استغرق منه سنوات للتعافي ماليا والحصول على بعض التقدير لاختراعه.
أحدثت مطبعة غوتنبرغ ثورة في التعليم والثقافة. أدت لانتاج أول انتاج شامل للكتب. و أصبح من الممكن لاعمال الكتاب والمفكرين ان تصل الآن إلى العديد من القراء الجدد، والعديد من الناس تمكنوا من تعلم القراءة. في أقل من 50 عاما على اختراع غوتنبرغ للطباعة، كانت الملايين من الكتب في طور الطباعة، والأرقام تتزايد منذ ذلك الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق