السبت، 11 يونيو 2016

مالذي تعرفه عن نشأة الموسوعات

الموسوعة، القرن الرابع قبل الميلاد؛  اليونان 


كلمة "الموسوعة" هي ترجمة للكلمة encyclopaedia  و المشتقة من الكلمة اليونانية enkyklopaida ،  و التي تعني في الأصل نظام كامل من التعليم يهدف إلى توفير  التعليم الشامل في الرياضيات والعلوم والفلسفة والأدب.  اليوم نحن نعتبر الموسوعة  أي عمل مرجعي كبير أو متعددة الأجزاء، مكمل بالخرائط و الصور، و  الرسوم البيانية: كتاب في كثير من الأحيان نستشيره و نتصفحه عوضا عن دراسته .  للأسف، اقدم موسوعة وصلت إلينا على شكل اجزاء فقط.  وهي تمثل اعمال ابن شقيق أفلاطون Speusippus الذي دون أفكاره حول التاريخ الطبيعي، والرياضيات، وفلسفة فيثاغورث في سلسلة من المقالات . في الحقيقة لم تكن أول موسوعة يونانية، ومع ذلك، بالنسبة لكثير من طلاب أرسطو في الليسيوم فقد قدمت خلفية ثقافية.  جمعت هاته المقالات في وقت لاحق في اجزاء.   و ذلك بسبب عدد المواضيع المختلفة التي تغطيها،  و لذلك فقد تم تعريفها بالموسوعة .
كان الرومان لديهم ميل للكتب المعرفية الشاملة.  وكانت أكبر موسوعة رومانية  هي التاريخ الطبيعي  historia naturala ، و التي كتبت في عام 59 من قبل عالم الطبيعة بليني الأكبر، جمع فيها كل الحقائق و الأساطير و الاّراء المعروفة في ذلك الوقت.  على الرغم من أنه لم يكن ممكنا تمييز الحقيقة من الخيال، اكتسبت الموسوعة شعبية هائلة، وكان لديها تأثير كبير في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.  كل الاعمال الرومانية التي تلتها أخذت منها بشكل كبير.  ما يقرب من 90٪  من نص collectanea rerum memorabilium و التي تعني مجموعة من  الأمور التي لا تنسى، لكاتبها النحوي اللاتيني غايوس يوليوس سولينوس،في القرن 3 ميلادي، رفعت من اعمال بليني ،Historia naturalis، و التي على الرغم من عيوبها و اخطائها، كانت بمثابة مصدر موحد للموسوعات الأوروبية لاكثر من 1500 سنة، و لا تزال حتى يومنا هذا تعتبر هامة لطلاب النحت والرسم الروماني.
اما الموسوعة الأولى التي جمعت بالكامل من قبل   امرأة في القرن12 Hortus  deliciarum  (حديقة النعيم) جمعتها رئيسة دير اسمها Herrad، التي توفيت في  1195.  مكتوبة بخط اليد،و مزينة 636 من الرسومات المصغرة التي تصف الراهبات في عهدتها.  

ولعل أعظم الموسوعات  في العالم الغربي كانت الموسوعة البريطانية britannica .  ثلاثة اسكتلنديين، أندرو بيل، كولن ماكلاركوهال و  ويليام سميلي، كانوا مسؤولين عن الطبعة الأولى التي ظهرت في انكلترا بين 1768 و  1771 بعد ذلك أصبحت هاته الموسوعة تنقح دوريا.  
منذ  ظهور أول موسوعة يونانية، تم إصدار أكثر من 2000 موسوعة  في جميع أنحاء العالم. العديد منها قد فقدت أو لم تعد تطبع ، إلا أن العديد منها كذلك يتم تنقيحها و تحديثها بشكل دوري  ولا تزال متاحة.  لو جمع هذا العدد المهول من الموسوعات في صف فسوف يمتد على مسافة حوالي 2 ميل. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق